صحيح أن عملاق محركات البحث جوجل لم يعلن عن إطلاق عملته الرقمية، وهو أمر لن يكون مستبعدا أبدا في ظل التوجه الرقمي وثورة العملات المشفرة، لكن محرك البحث الأكثر شهرة في العالم له دور إيجابي بالغ الأهمية على مستقبل العملات الرقمية، وهو ما نتناوله في السطور التالية.
يتذكر كل المهتمين بعالم العملات الرقمية المشفرة، وصول البيتكوين إلى 20 الف دولار عام 2017، لم يكن الوصول الى تلك القمة ” وقتها ” مدفوعا فقط بكبار المستثمرين في عملة بيتكوين، بل أن المستثمرين الصغار ” ونقصد هنا كافة المستثمرين الافراد والمجموعات التي لا تمثل كيانات ضخمة تضخ الملايين والمليارات في سوق العملات المشفرة بشكل منفرد”، هؤلاء الذين ربما تكون أنت وأنا من بينهم، قد أنعشوا وساهموا في ازدهار عملة بيتكوين في عام 2017.
ولكن ما هو تأثير وعلاقة جوجل بالأمر، بالرصد والتحليل سترون أن محرك البحث العملاق قد اشتعل بالبحث عن عملة بيتكوين، واسعار بيتكوين، وكيفية تداول أو شراء بيتكوين، وكيفية انشاء محفظة للعملات المشفرة، وغيرها من كل الأسئلة ومجالات البحث التي تشير إلى توجه الكثيرين من صغار المستثمرين وقتها ” الذين ربما أصبحوا حيتان كبار الان”، للاستثمار في بيتكوين وكل أخواته ايضا.
لكن هذا ليس هو الوضع الان على الإطلاق، حتى مع الإنطلاقات الأخيرة لعملة بيتكوين والتي سجلت معها العملة 67 الف دولارا، لم تشير تقارير محركات البحث عن عمليات كثيرة تتعلق بعملة بيتكوين، ورغم هذا واصلت العملة ارتفاعاتها وحافظ على مكاسبها إلى حد كبير، لكن مدفوعة بعوامل أخرى مثل التضخم والخوف من تداعيات أزمة كورونا على الاقتصاد العالمي، والتحول العالمي للمعاملات الرقمية، وكذلك ايضا مدفوعة بتحركات كبار المستثمرين في أسواق العملات الرقمية.
رغم كل التحذيرات المنتشرة على صفحات الانترنت، الا ان عملة صغيرة للغاية لفتت انتباه المستثمرين الصغار، واصبح البحث عنها على محركات البحث يفوق التوقعات، الا وهي عملة الشيبا shiba inu، التي انطلقت وسط حمى العملات الصغيرة والتي بدأها إيلون ماسك بإطلاق الدوجكوين.
ربما هو ذكاء بالغ من المستثمرين الصغار، خاصة هؤلاء المنضمين حديثا لعالم الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة، لكونهم يرون أن الفرصة ربما تكون قد ضاعت للاستثمار في العملات الكبيرة مثل بيتكوين وايثيريوم، لذا فهم يحاولون اللحاق بالقطار السريع الموشك على الانطلاق بالسرعة القصوى، من خلال عملة صغيرة يأملون أن تكون أحد العملات الكبيرة في القريب.
بالطبع نعم، رأينا ارتفاعات مبشرة للعملة الصغيرة الأسبوع الماضي، ومع انطلاقة الأسبوع الجاري ها هي العملة الصغيرة تواصل مكاسبها، ورغم ان المكاسب قليلة، لكنها لا تزال واعدة، وان كان هذا لا يمنع ابدا الحرص والحذر لان العملات الصغيرة مثل شيبا قد تنهار في اي لحظة اذا ما تخلى عنها احد كبار المهيمنين على اسواق العملات الرقمية، وان كنت اشك في ذلك في ظل الحماس الكبير الذي شهدناه من صغار المستثمرين.
لا تتعجب ابدا من حقيقة أن عملة Shiba Inu هي الأكثر نجاحا ونموا منذ بداية العام، فقد حققت عشرة ملايين بالمائة كنسبة ارتفاع منذ انطلاقها، نعم كما قرأت بالظبط وحرصنا على كتابة الرقم بالحروف منعا للشك أن هناك خطأ بعدد الاصفار الكثيرة.
مما سبق، لسنا بصدد أن ننصحك بالاستثمار في Shiba Inu أو غيرها، لكننا هنا سلطنا الضوء على أن هناك أدوات أخرى بخلاف التحليل الفني، وقراءة الشموع اليابانية والبحث وراء احدث المؤشرات واكثرها دقة، لكي تتمكن من توقع مستقبل عملة ما، لكن هناك أدوات بحث اخرى على رأسها ان ترصد بيانات البحث على كبرى محركات البحث الشهيرة مثل جوجل.
لان حمى العملات الرقمية تشتعل بالحماس، وتنطلق بتغريدة، وتنهار ايضا بمنشور قصير، لذا كلما زاد الزخم الايجابي، كلما كانت توقعات مستقبل تلك العملة مبشر الى حد كبير.
لذلك، لنبدأ من الأن ان نقرأ مؤشرات اخرى ونضيفها الى جعبتنا من المؤشرات وأدوات التحليل، عسى أن نلحق دوما بالقطار من أولى محطاته لكي نصل إلى وجهتنا النهائية محملين بالمكاسب.
لن يتم استخدام بريدك الإلكتروني لأغراض أخرى غير تنبيهك في حال تم الرد على تعليقك.