تحليل شامل: هل الحرب لها تأثير ايجابي أم سلبي على العملات الرقمية؟

تحليل شامل: هل الحرب لها تأثير ايجابي أم سلبي على العملات الرقمية؟

هذا التحليل مترجم من موقع Cointelegraph المختص بنشر التحليلات والأخبار باللغة الإنجليزية حيث قام فريق عمل موقع الكريبتو العربي بترجمة التحليل، لنشر الاستفادة منه للمستخدم العربي.

مر أسبوعان منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، كأول عمل عسكري واسع النطاق في أوروبا – منذ القرن الحادي والعشرين – والذي يُسمى بـ “العملية الخاصة” في أوكرانيا، وكان لهذا الصراع العسكري نتائج وعقوبات مُدمرة على الاقتصاد الروسي من قِبل الولايات المتحدة وحلفاء الاتحاد الأوروبي، والذي كان أبرزه وضع العملات الرقمية في مكانِ ضعيف.

وبينما يراقب العالم عن كثبِ تلك الأحداث المُتفاقمة، كان على الفضاء المُشفر أن يثبت مكانته كمجتمع ناضج ومسؤول ماليًا وسياسيًا، ويتحدى بقوة المزاعم القائلة بأنه ملاذ آمن لمجرمي الحرب والأنظمة الاستبدادية الخاضعة للعقوبات.

فحتى هذه اللحظة، كانت الأمور تسير على ما يرام، ولكن على الرغم من التطمينات من قادة الرأي في الصناعة الرقمية، يقول بعض الخبراء أن الطبيعة اللامركزية للعملات الرقمية قد تعرضه للخطر.

تبرعات العملات الرقمية تشكّل سابقة فريدة لصالح أوكرانيا

وسط موجة كبيرة داعمة لأوكرانيا من قِبل المواطنين والمؤسسات والحكومات في شتّى أنحاء العالم، ففي 26 فبراير الماضي، والذي كان يعد اليوم الثالث للحرب الروسية، أعلنت الحكومة الأوكرانية أنها ستقبل التبرعات عبر محافظ العملات الرقمية، وأدلت في بيانِ عبر تويتر العناوين المُدرج فيها عناوين محافظ العُملات الرقمية.

وأثار البيان في البداية جدلًا واسعًا، حيث شكك الروسي “فيتاليك بوتيرين” في مصداقية البيان، بينما أكد الأميركي “توميكا تيلمان”، صحة المحافظ، كما قامت شركة Kuna Exchange لتبادل العملات الرقمية، بتجميع وإدارة البنية التحتية للتبرعات.

ومن بين الجهات المانحة، مؤسس شركة Polkadot، جافين وود، حيث أرسل 5.8 مليون دولار، وتبرع المدير التنفيذي لشركة Chain. com، ديباك ثابليال، نحو 290 ألف دولار. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من التبرعات جاءت من أفراد عاديين وهي أقل من 100 دولار.

وفي بداية الحرب، تم إطلاق مبادرة منفصلة تسمى “UkraineDAO” من قبل أحد الأعضاء في فرقة بوسي ريوت الوسية “ناديجدا تولوكونيكوفا، واستطاعت المبادرة جمع تبرعات من أفراد وكيانات بارزة مثل منصة الاشتراك عبر الشبكة العنكبوتية “OnlyFans” والمؤسس المشارك لـ “Reddit Alexis Ohanian” فبحلول 3 مارس، كانت أوكرانيا قد جمعت أكثر من 6 ملايين دولار.

ويذكر أن هذه الأرقام لا تقترب من حجم الدعم المالي المتوقع أن ترسله الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، والذي قد يصل إلى حوالي 16 مليار دولار، حيث إنها بذلك تشكل سابقة فريدة للدعم الفوري والمباشر والأفقي لقضية إنسانية من قبل المجتمع الرقمي العالمي.

العملات الرقمية تُثير مخاوف الكونغرس الأمريكي

أيقظت محاولات الدعم لأوكرانيا النقاش حول القدرة المحتملة للعملات الرقمية على تخريب العقوبات المالية كالتي يفرضها المجتمع العالمي على روسيا.

وتابع الكريبتو العربي من خلال هذا التحليل المنشور على موقع كوين تيليجراف، طلب لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب بالكونغرس الأميركي، من رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول”، حيث سُئل إذا بإمكان العملة الرقمية أن تكون “مخرجًا” للمعاملات المالية، حيث تواجه روسيا إمكانية الانقطاع عن شبكة SWIFT العالمية. حيث لم يكن باول محددًا في رده حيث قال:

“لا يوجد نوع من الإطار التنظيمي الذي يجب أن يكون موجودًا. ما هو مطلوب هو إطار عمل – بصفة خاصة، وطُرق لمنع هذه العملات الرقمية غير المدعومة من العمل كوسيلة لتمويل الإرهاب، فقط السلوك الإجرامي العام، والتهرب الضريبي وما شابه ذلك. ”

وأرسلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ وعلى رأسهم بعض النقاد الدائمين لصناعة التمويل الرقمي، رسالة إلى وزيرة الخزانة “جانيت يلين” للتعبير عن قلقهم، مُشيرين إلى أمثلة كوريا الشمالية وإيران، وخوفهم من إمكانية استخدام العملات الرقمية لتسهيل المعاملات عبر الحدود للالتفاف حول العقوبات الجديدة.

“البنك الأوروبي: لا بد من وجود تشريعات تنظم العملات الرقمية

وتوصل الكريبتو العربي إلى تصريح وزير المالية الفرنسي، “برونو لو مير”، خلال خطابه بأن الاتحاد الأوروبي يتخذ تدابير قصوى ضد التحركات الروسية المحتملة لاستخدام العملات المشفرة، والتي لا ينبغي استخدامها للتحايل على العقوبات المالية.
وفي أواخر فبراير الماضي صرحت رئيسة البنك الأوروبي “كريستين لاغارد” بأن لتحقيق النجاح في منع روسيا من استخدام العملات الرقمية لتفادي العقوبات الموقعة عليها، ضرورة تبني تشريعات تنظيم الأسواق في قانون الأصول الرقمية، في أقرب ما يمكن.

ويُذكر أن كان من المقرر إجراء تصويت على الإطار التنظيمي في البرلمان الأوروبي في أواخر فبراير، ولكن أُجل وسط مخاوف من إساءة تفسيره على أنه حظر تعدين العملات الرقمية لإثبات العمل.

Coinbase: تجميد بورصات العملات الرقمية الروسية.

وتبدو قدرة العملات الرقمية الحالية أن تعمل كأداة خفية وسريعة لتحويل الأموال الضخمة من الولايات القضائية الخاضعة للعقوبات في أماكن أخرى محدودة، مقارنةً بالشبكة الحالية للبنية التحتية التي كانت تحمي الثروة من أي أصل على مدار الخمسين عامًا الماضية.

وأظهرت صناعة العملات الرقمية، استعدادًا واضحًا لدعم الجهود العالمية لوقف الإجراءات الروسية في أوكرانيا والامتثال لمعايير مكافحة غسل الأموال الحالية.

وتوصل الكريبتو العربي لتصريح الرئيس التنفيذي لشركة Ripple، “براد جارلينجهاوس” حول صعوبة تجنب منصات التشفير الدولية الراسخة للعقوبات، حيث قال: “من أجل تحويل العملات الرقمية إلى العملات الورقية، تعتمد البورصات على شركاء مصرفيين قد يفقدون تراخيصهم إذا كان شخص ما في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) قادرة على التسلل”.

ودون “براين أرمسترونج” الرئيس التنفيذي لمنصة “Coinbase”، على تويتر “أشك أن روسيا تستخدم العملات الرقمية لتجنب العقوبات”.

وفي أوائل مارس نشرت منصة Coinbase، تصريح من كبير مسؤوليها القانونيين “بول جريول” دعا فيها إلى استخدام العملات الرقمية للمساعدة في ضمان الامتثال للعقوبات الاقتصادية.

وأفادت المنصة بأنها حجبت 25000 محفظة مرتبطة بأفراد أو كيانات روسية يعتقد أنها شاركت في نشاط غير قانوني، وجمدت بورصات العملات الرقمية “Qmall و BTC-Alpha و CEX.IO و Bithumb” الروسية أو ألغيت أيضًا.

باكلي: لن تتسامح الدول ذات السيادة فقدانها القدرة على فرض العقوبات.

وتوصل الكريبتو العربي لآراء “روس باكلي”، أستاذ الابتكار في KPMG-KWM بجامعة نيو ساوث ويلز، حول وجود تحول تنظيمي عالمي سيتأثر بالحرب في أوكرانيا، حيث يرى بأن الدول التي تفرض عقوبات مالية ترى أن أي احتمال للالتفاف على العقوبات يقلل من سيادتها.

وقال باكلي: “تشكل الأزمة الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة تحديًا كبيرًا لصناعة العملات الرقمية، إذا تم استخدام العملات للتهرب من العقوبات، فيجبمقال توقع حملة تنظيمية قوية، حيث لن تتسامح الدول ذات السيادة مع فقدان القدرة على فرض العقوبات”.

ويعتقد “باكلي” أنه غير مقتنع الحجج التي تشير إلى إمكانية تتبع الأصول اللامركزية للعملات الرقمية، متشككًا في أن الاقتصاد الرقمي الجديد يحمل العديد من المزايا للنظام الخارجي القائم من حيث شفافيته.

بينما يعتقد “باكلي” أن العملات الرقمية يمكن أن تكون قوة من أجل قمع الحرب، إلا أنه يعتقد أنه من الممكن ألا ترى القوى الغربية الأمر على هذا النحو، إذا نجحت روسيا في استخدامه للتخفيف من آثار ضغوط العقوبات.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشبكة الأصول الرقمية العالمية Apifiny، -في تصريحات صحافية- “إن طريقة استبعاد روسيا من المشاركة في الأنظمة المالية العالمية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة ستجبر روسيا على تبني أنظمة أخرى، والتي ستدفع نمو هذه الأنظمة التي لا تسيطر عليها الولايات المتحدة.

وتابع: “في هذه الحالة، سيتم إضفاء الشرعية على العملات الرقمية في بعض أجزاء العالم، وتصبح ضحية للوائح المتشددة من الدول المعادية لروسيا”.

المصدر : Cointelegraph.com

كاتب المقال

عزة صقر

عزة صقر

كاتبة متمرسة تعمل في مجال الكتابة الاخبارية وعضو فريق عمل في موقع الكريبتو العربي

اترك تعليقاً

لن يتم استخدام بريدك الإلكتروني لأغراض أخرى غير تنبيهك في حال تم الرد على تعليقك.

التعليقات